شهد المعهد الإفريقي للأبحاث في الفلاحة المستدامة، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بجماعة فم الواد بإقليم العيون، لقاءٓٓ تشاركيا نظمته يوم أمس “مؤسسة فوسبوكراع” تحت شعار “التواصل كرافعة للتنمية الترابية المستدامة”.
هذا اللقاء يأتي في إطار محطة جديدة لفتح نقاش تشاركي بين مختلف المعنيين المحليين من إدارات عمومية، وفاعلين اقتصاديين، ومؤسسات تربوية وتكوينية، في أفق توحيد الرؤى حول آليات تعزيز التنمية المجالية وترسيخ ثقافة التشاور كخيار إستراتيجي.
وقد ترأسه السيد والي صاحب الجلالة نصره الله على جهة العيون الساقية الحمراء السيد عبد السلام بكرات، وحضره رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء السيد سيدي حمدي ولد الرشيد، وعامل صاحب الجلالة نصره الله على إقليم السمارة السيد ابراهيم بوتيملات، وعدد من الشركاء والفاعلين المحليين الذين ساهموا في إثراء النقاش حول آليات تعزيز التنمية المجالية وترسيخ ثقافة التشاور كخيار إستراتيجي.

السيد عبد السلام بكيرات، شدد في كلمة له بالمناسبة، على أهمية جعل التواصل العمومي آلية مركزية في بناء الثقة بين المؤسسات والمواطنين، مؤكدا أن الرهان على التنمية الترابية لا يمكن كسبه إلا من خلال تضافر الجهود والانفتاح على جميع الفاعلين، في إطار من التنسيق والتكامل. مضيفا أن جهة العيون الساقية الحمراء أصبحت اليوم فضاء يحتضن مشاريع واعدة ومبادرات رائدة، بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي تقوم على إشراك جميع القوى الحية وتثمين الكفاءات المحلية، وهو ما يكرّس التحول الإيجابي الذي تعرفه الجهة على مختلف المستويات”.
وأشار السيد والي الجهة إلى أن هذا النوع من اللقاءات التشاركية يمثل لحظة مؤسساتية ضرورية لتقاسم التجارب وتعزيز التنسيق، داعيا إلى جعل التواصل أداة دائمة في تدبير الشأن المحلي وصياغة السياسات العمومية التي تستجيب لانتظارات الساكنة.
اللقاء التواصلي والتشاركي تخللت أشغاله عروض حول تجربة “مؤسسة فوسبوكراع”، تزامنا مع الذكرى العاشرة لتأسيسها، متبوعة بجلسة نقاش تفاعلي شارك فيها ممثلون عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، والمديرية الجهوية للصناعة التقليدية، حيث تم تسليط الضوء على فرص التكامل بين مختلف المتدخلين لتجويد أثر التنمية على مستوى الجهة.
كما شهد اللقاء ذاته تنظيم ورشة “ماستر كلاس” أطرها الخبير الدولي “حكيم القروي”، تناول خلالها أهمية التواصل الإستراتيجي في صياغة السياسات العمومية على المستوى الترابي، وقدم أدوات عملية من شأنها تعزيز قدرة الفاعلين على إبراز منجزاتهم وتقوية تفاعلهم مع محيطهم.
من جانبه أكد مدير البرامج بمؤسسة “فوسبوكراع” السيد عبد الغني اتريبي، على أن تنظيم هذا اللقاء يأتي بمناسبة الاحتفاء بمرور عشر سنوات على انطلاقة المؤسسة، ويمثل محطة أساسية لتقاسم المنجزات التي تم تحقيقها بشراكة مع عدد من الفاعلين المحليين في مجالات التعليم والمقاولة والبحث العلمي.