في حادث مأساوي بمدينة الدار البيضاء، توفي رجل سلطة برتبة باشا يوم الجمعة 29 غشت 2025، يُدعى قيد حياته (أ.م)، إثر محاولة انتحار أقدم عليها داخل منزله يوم الخميس.
الباشا، الذي كان ملحقًا بوزارة الداخلية، أقدم على محاولة وضع حد لحياته عبر شرب مادة سامة “الماء القاطع”. حيث تم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى ابن رشد في حالة حرجة جدا ، قبل أن يتم تحويله إلى إحدى المصحات الخاصة، حيث وافته المنية يوم الجمعة.
الراحل مزداد سنة 1969 بمنطقة أسكاون بإقليم تارودانت، شغل مناصب عدة خلال مسيرته المهنية. بدأ عمله في مدن تنغير وتازة، قبل أن يتم تعيينه باشا بعمالة مقاطعات عين السبع – الحي المحمدي. وفي سنة 2020، تم إلحاقه بمقر وزارة الداخلية، حيث واصل أداء مهامه إلى غاية وفاته.
كان الراحل يتميز بشخصيته البشوشة وعلاقاته الإنسانية الطيبة، ما جعله يحظى باحترام وتقدير كل من تعامل معه. خبر وفاته ترك أثراً عميقاً في نفوس زملائه وكل من عرفه، حيث عبّر الجميع عن حزنهم الشديد لفقدان رجل سلطة معروف بجديته وتفانيه في العمل.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. فقد شهد المغرب في السنوات الأخيرة حالات انتحار مماثلة بين رجال السلطة، من بينها حادثة باشا تنجداد بإقليم الرشيدية سنة 2017، الذي عُثر عليه مشنوقًا داخل حديقة منزله. وفي يوليوز 2020، تم العثور على باشا حطان بإقليم خريبكة معلقًا بغصن شجرة بغابة دومنيال، بعد أن واجه صعوبات مهنية.
رغم عدم الكشف الرسمي عن الأسباب التي دفعت الباشا إلى الإقدام على هذه الخطوة المأساوية، إلا أن مجموعة من المصادر تشير إلى أن مشاكل شخصية قد تكون وراء الحادثة.
وفاة الباشا (أ.م) تفتح مجددًا النقاش حول الضغوط النفسية والاجتماعية التي قد يواجهها رجال السلطة، وأهمية توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهذه الفئة. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وزملاءه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.