👷‍♂ المهندس ” صلاح الدين ماحي” قصة إصرار وطموح من المغرب العميق إلى عاصمة الأنوار.

في زمن تتداخل فيه قصص الطموح مع تحديات الواقع، سطع اسم المهندس “صلاح الدين ماحي” كأحد أبناء المغرب العصاميين الذين أثبتوا أن الإرادة تصنع المستحيل. هو ابن دوار ورلاغ، التابع لجماعة أفورار بإقليم أزيلال، من أرض الجبال حيث لا يُقدَّم للشباب على طبق من ذهب سوى ثقافة الكفاح والإيمان بأن المعرفة هي جواز السفر نحو المستقبل.

في ثانوية سد بين الويدان، خط أولى معالم تميزه، حين حصل على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم الرياضية سنة 2012. ومن هناك، كانت رحلته مع التفوق أشبه بتسلق جبال الأطلس: صعودٌ متعب لكنه ممتع، عبر الأقسام التحضيرية ببني ملال، وصولًا إلى واحد من أرقى الصروح العلمية في المغرب: المدرسة الحسنية للمهندسين، حيث تخصص في الهندسة المدنية.

      

لم يكتفِ ماحي بالنجاح الأكاديمي، بل جمع بين التكوين النظري والخبرة العملية. التحق بشركة متعددة الجنسيات بالدار البيضاء، وهناك صقل مهاراته، قبل أن يواصل مساره العلمي بحصوله على شهادة الماستر من نفس المدرسة. بعدها، كان الموعد مع الانخراط في خدمة بلده عبر وزارة التجهيز بالرباط، حيث أشرف على عدة مشاريع بنية تحتية كبرى، إلى أن أسندت إليه مسؤولية إدارة ورش ملعب مولاي عبد الله الجديد؛ المشروع الرياضي الذي يشكل واجهة المغرب نحو العالم في الاستحقاقات المقبلة.

قصة صلاح الدين ماحي تتجاوز مجرد نجاح مهني؛ إنها حكاية جيل بأكمله، جيل يثبت أن الانتماء إلى “المغرب المنسي” ليس عائقًا أمام التميز، بل دافعًا لمضاعفة الجهد. إنها شهادة على أن الطريق نحو القمم قد يبدأ من مسالك ترابية في دواوير أزيلال، لكنه ينتهي في قلب العاصمة، حيث تُصنع القرارات الكبرى وتُشيد التحف الرياضية.

واليوم، إلى جانب ولي العهد وكبار المسؤولين، يخط اسمه كأحد الوجوه الشابة التي تجسد صورة المغرب الجديد: مغرب الكفاءات، مغرب الفرص، مغرب لا يعترف إلا بالعلم والاجتهاد.

قد يعجبك ايضا